انت لست الراقص أنت الرقصة

Photo by Soner Arkan

عنوان المقالة مأخوذ من كتاب أوشلو - المركب الفارغ ، الجميل في الأمر أن نظرتك للحياة هي التي تحدد كيفية رؤيتك للحياة وهذا يعني أن للانسان قوة خارقة في صنع عالمه ، وعلى المتسوى الشخصي طبقت مفهوم أوشلو عن الحياة ورؤيته في أنك لن تصل الا اذا فقدت نفسك وجعلتها حرة طليقة تتعرف على الحياة من جديد من غير أحكام مسبقة وفرضيات ومعتقدات بالية ، بعد مرور بعض الوقت شعرت أن هناك شيء مختلف في نظرتي للحياة نعم كانت في السابق جميلة ولكنها أصبحت أجمل تعلمت أن الفقد قوة وأنني لن أفهم نفسي على حقيقتها ما لم أعلاف معنى أن أعيش دون أحكام ودون فرضيات فالخطأ والصواب لا يحتم علي أن أعيش حياتي لتفادي الخطأ وعمل الصواب ، أليست الحياة أكثر من ذلك ؟

ومن هذا المنطلق خرجت خارج فقاعتي وبدأ في الترحال بعيدا عن حدودي محاولا البحث عن كينونتي الحقيقية ، وفي داخلي كنت أعلم أنني أكثر من مجرد جسد وعقل وأن روحي تواقة للخروج ومعاينة مكامن الجمال في كل شيء وبدأت أسأل نفسي سؤال واحد هل أنني أكثر من مجرد جسد وعقل ؟

في قرارة نفسي أشعر أنني أكثر وألتمس داخلي شعور بأنني أستطيع أن أتعرف على نفسي من جديد اذا عرفت المعنى الحقيقي للحياة ،ولمعرفة المعنى الحقيقي للحياة بحث داخل نفسي فأنا متأكد أن الاجابات موجودة داخل النفس البشرية بقول الله عزوجل ﴿ وعلَّم آدم الأسماءَ كلَّها ﴾ وهذا دليل على أن مناط البحث داخل الانسان والاجابات نحن من يملكها ولكن علينا البحث

ومن هنا اسوقفتني هذه العبارة وهي عنوان المقالة أنت الرقصة والحياة الراقص الحياة تعيش داخلك ولا تعيش داخل الحياة ، هذا العنوان أكثر من مجرد كلمات هو طريقة حياة ، لا تنغمس أكثر من اللازم في محاولاتك لجعل حياتك أفضل فأنت لست مجبور بأن تجعل الحياة أفضل ولا يضيع وقتك في تغيير ماهو ليس لك فالحياة يملكها وممسكها الخالق وأنت هو المهم والأهم أنت من فضله الله على ملائكته وأحبه فأنت هو اللوحة ولست الرسام ، يا صديقي الرسام يموت ولكن أعماله الخالد تستمتر في الحياة فبوسعك أن تكون أنت الأعمال الخالدة لأعظم فنان في الكون واجعل الحياة تنظرلك نظرة مختلفة وتستوعب أنك لست منافس لأحد ولا تعطي رسائل أفضلية بأنك انسان ناجح وأنك أفضل من الكل لأننا في النهاية مخلوقات أحبها الله والمصدر واحد فالغاية هي حب المصدر وأسهل طريقة لحب المصدر هي أن تحب الناس مخلوقات الله محببة وبالتالي سيسمح لك الله بالتقرب ويغدق عليك برحمته ، وتعلمنا هذه الحقيقة من نور البشر من الحقيقة المحمدية يقول حبيب الله المصطفى محمد صلى الله عليه وعلى آله «فاطمة بضعة مني، فمن أغضبها أغضبني» وبالتالي من أحبها أحبني ورضيت عنه وهذه دلالة واشارة على الارتباط البشري وأن الحب هو خيط يربط البشر بعضهم ببعض ، لا مناص من الحب ولكي تقترب الى الله يجب أن تحب أحباء الله

اذا رأيت الله في الكل فاعل رأيت جميع الناس ملاح ، فالجمال مصدره واحد والخالق هو واحد ، الاقتراب من الحقيقة جميل والأجمل أن تكون أنت الحقيقة فحقيقة الدنيا أنها لا تساي شيء مقارنة بك ، فالأهم هو من يستقبل والمهم هو من يعيش داخل الأهم ستنجلي عنك الهموم وستتعدى رؤيتك للعالم المادي لتغوص في أعماق العالم الروحي اذا جعلت الحياة تعيش داخلك ولكن السؤال كيف تستطيع أن تجعل الحياة تعيش داخلك ؟

سأتناول الاجابة عن هذا السؤال في المقالة القادمة انشاءاللة

Previous
Previous

حبّ الله يتجلى لك عندما تحب مخلوقاته

Next
Next

خطوات نحو السعادة