المكان الذي ترغب التواجد به هو الوقت الحالي

الهدف من ادراك اللحظة لتكون أنت على طبيعتك وتفاعلك مع الكون أكثر صدقا ، فالوقت يجعلك تخطط للمستقبل وبينما أنت تخطط كثير من الجمال لا تدركه وتسمى في هذه الحالة الحجب ، أي أنك محجوب عن مشاهدة الجمال لأنك تماهيت مع الوقت وأعطيت الوقت أكثر من قيمته

عليك تذكير نفسك أن الغاية هي أنت وأنت تحتاج أن توقف كل شيء وتركز على الأنا الآنية ، لا ضير في فنجان من القهوة وقراءة شيء تحبه أو التوقف عن العمل مؤقتا لعمل شيء تحبه ، وقف الروتين يساعدك في رؤية الأمور بشكل أوضح وبالتالي ستعلم أن الوقت أنت من يتحكم به ولا يجب هو أن يتحكم بك ، فأنت خارج الوقت اذا أردت أن تكون وبهذه الحالة ستصبح أكثر وضوحا وسطوعا وحكمك على الأشياء سيصبح أكثر حكمة

هناك رب خالق فاسترح ودعه يتولى همومك ويتولاك لا تكترث فيما عدا ذلك لأن كل شيء تحت قدرة الله وكلنا نحقق شيء اذا أراد الله فالقدرة الكاملة عنده وامكانيتك في تحقيق ماتريد تتوقف على هل يريد الله لك ذلك ، اذن المعادلة سهلة دع الخالق يسير الأمور فليس هناك أجمل من تدابير من بيده أزمة المقادير ، صدقني لا يعلم صدقك الا الله ولن يحبك شيء في الكون مثل الله فأنت اذا شعرت بحب الله ستكوت استغنيت عن كل مافي الدنيا وستفتح لك الدنيا أبوابها وأنت قد لا تريد هذا كله ، لا تلهث خلف أمور لا تساوي شيء في الحقيقة ، فنحن من نصنع قيمة للأشياء حتى نبدأ بملاحقتها ونهدر أيام حياتنا على قيم لا تساوي جناح بعوضة

قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم

لو كانت الدُّنيا تعدِلُ عند اللهِ جناحَ بعوضةٍ ما سقَى كافرًا منها شرْبةَ ماءٍ

والسؤال الهم هنا ماذا يريد الرسول صلي الله عليه وسلم أن يوصل لنا في هذا الحديث وذهب الكثر الى المعنى الظاهر من الحديث أن الله لا تساوي شيء عند الله ولذلك أعطي المؤمن والكافر ورزق المؤمن والكافر فهي هينة لا تساوي شيئا عند الله ولو كانت تساوي شيئا لما أعطى الكافر ورزقه وهو عصى من يطعمه

وأقول أن أولياء الله وأحباءه أعظم عند الله من الدنيا ، فمفاتن الدنيا تحجب أنوار الله وتبعد حبال الود بين الحبيب ومحبوبه ولذلك يخاف الله على أولياءه من مفاتن الدنيا حتى لا تبعدهم عن رؤية نور الله والاحساس بمحبته ، فأسوأ ما يواجهه المريد هو عتمة النور وعدم الاحساس بالنور الالهي وغفلة القلب وتقطع حبال الود فهذه أشياء يشعر بها السالك في طريق الحب الالهي والدنيا ومفاتنها تحجب محبة الله اذا أحببتها ونسيت المعبود
فاعلم أن وجودك أن وجودك في اللحظة يقربك أكثر من الله لأنك بدأ تثق أن المستقبل لا يعلمه الا الله وأنك توكلت عليه وتركت لأمور لمن يسير الأمور وركزت على لحظتك الحالية التي ستعلمك كلما مكثت فيها أكثر حقيقتك وغايتك وماذا يريد الله منك ، ستعرف محبة الله اذا خرجت من دوامة الوقت وانتبهت لكل الجمال من حولك ، فالجمال موجود لتستدل به على رب الموجودات ولتقترب أكثر وأكثر من حقيقتك أنت كل شيء ان عرفت أن لكل شيء رب وأنت لاشيء أن تركت رب كل شيء لتحقق كل شيء

Previous
Previous

كيف تصبح أكثر قوة

Next
Next

حتى تصبح أكثر قوة