الجري ليس رياضة فحسب بل هو أكثر منذلك ، انه في الحقيقة بوابة للالتقاء مع النفس ووسلية لتنظف بها مرآتك الداخلية وتغسلها من الهموم وتنقيها من الشوائب، الجري هو طريقتك للدخول الى عالم التأمل ومن خلاله ستجد الكون لا ينعكس على مرآتك ولكن النور
الجري أعمق من ذلك، لذلك أنصح كل متابعيني بالجري أو المشي وجعله اسلوب حياة، انها دعوة لحياة أكثر صحية وأكثير سعادة، بالتدريج ستبدأ منظومة الجري في العمل لصالحك وستبدأ في التوازن سماع نغمة الحياة، الكون جميل ومبهر وينبغي أن نراه دائما جميل لأنه لا يهم اذا كان جميلا أو غير جميل لأن المهم هو كيف نضبط عدستنا وكيف نريد أن نراه، لأن الكون اذا تعاملت معه بقلبك بعد أن قمت بتصفية قلبك وتطهيره من شوائب الدنيا سينطوي لك وستقدم لك الحياة كعكة السعادة
اجعل الجسد يركض والروح تطير
الجري ليس رياضة فحسب، بل يمكن أن يكون تأملًا حيًّا، وذكرًا متصلاً، ومحرابًا ينفتح فيه القلب على أسرار الكون. حين نمارس الجري الواعي، فإننا لا نهرب من شيء، بل نقترب من كلّ شيء. لا نتحرك لنحرق السعرات، بل لننير الطريق في دواخلنا. لا نسابق الآخرين، بل نلتحق بأنفسنا التي ضاعت بين صخب الحياة وضغط التوقعات
ما هو الجري الواعي؟
الجري الواعي هو الجري الذي يتجرد من الأهداف الخارجية (مثل عدد الكيلومترات، أو السرعة)، ويتصل باللحظة الحالية. هو أن تجري لتسمع خطواتك على الأرض، وتتأمل كل شهيق وزفير، وتشعر بانقباض العضلات وانبساطها، وتلمس خفة الهواء على وجهك كما لو كان قبلة من الوجود
في الجري الواعي، أنت لا تستخدم جسدك فحسب، بل تسخِّر روحك لتتحرر
الجري على طريقة أوشو: رقصة في الهواء الطلق
أوشو، المفكر الثائر، لم يطرح الجري كرياضة، بل كرقصة. يقول
"كل ما هو طبيعي إلهي. الجري في الغابة، الرقص تحت المطر، الصراخ في البراري — كلها صلوات دون معبد."
هو يدعونا ألا نحول الجري إلى منافسة ولا إلى مهمة. بل إلى رقص داخلي. إلى تدفق حرّ في اللحظة. إلى التقاء مع الأرض، وانسجام مع السماء
جرّب أن تجري حافي القدمين على العشب، أو على رمال البحر عند الفجر. لا تضع سماعات. استمع إلى أنفاسك. اجعل كل خطوة تسبيحة، وكل زفير شكرًا، وكل شهيق حبًّا
كيف تستمتع بالجري؟ — خطوات عملية
ابدأ بالنية، لا بالهدف
لا تركض لتخسر وزنك فقط، بل لتكسب نفسك. ضع نية: "أنا أجري لألتقي بنفسي، لأسمع جسدي، لأحب الحياة"
تواصل مع الأرض
تعلم أن تحب الأرض، لأن فيها من أسرار الله ما لا تبوح به السماء. أثناء الجري، تخيّل أنك تعانق الأرض بقدميك
راقب أنفاسك
التنفس هو المفتاح. أوشو يقول: "التنفس الواعِي هو الجسر بين الجسد والروح." خذ نفسًا عميقًا قبل أن تبدأ، وردد في داخلك: يا حي، يا قيوم، اجعلني حيًّا بك
دع الموسيقى تأتي من داخلك
لا تعتمد دائمًا على سماعات. اسمع صوت خطاك، همسات الرياح، ضجيج المدينة أو صمت الفجر. هذه هي معزوفة الحياة لك
اختر أماكن ملهمة
اجري في أماكن جميلة مفعمة بالحياة