حضور اللحظة الحالية

Photo by Mikhail Nilov

الحضور عملية تحدث اذا أردت لها الحدوث فمتطلبات الدخول لعملية الحضور لا تحتاج لعمليات معقدة فهي عملية بسيطة تحتاج منك قبول الدخول ومعايشة اللحظة الحالية وتبدأ عملية الحضور لحظة احساسك بتغيرات في جودة الحياة من حولك وهذا يعني أنك انتقلت من عملية الحضور ومعايشتها بشكل لحظي الى كونها عملية دائمة متواصلة تعيد لك الاحساس بالحياة من جديد بشكل وبمنظور مختلف أقل وضوحا فلا تعد تكترث بمكدرات الحياة وأكثر سطوعا فتنظر دائما الى الجانب الإيجابي من الأمور

التنفس المستمر المتواصل

عملية التنفس المستمر الواعي دون انقطاع بين عملية الشهيق والزفير لمدة 15 دقيقة هي أفضل بوابة للدخول لعالم الشعور باللحظة والاحساس بالوعي ، ثق بنفسك فكما فعلها الكثير وعايشو اللحظة واستشعرو بجمالية الحياة فأنت قادر أيضا على ممارسة التنفس الواعي المستمر وتجربة الدخول لمعايشة اللحظة الحالية

بين الحين والآخر نحتاج للانعزال مع أنفسنا وتذكير أنفسنا بأهمية أن نعطي لنفسنا الوقت لمعاينة أحاسيسنا ومشاعرنا عن قرب وأفضل طريقة لفعل هذا الشيء هو ممارسة جلسة تنفسية تأملية متواصلة لمدة 15 دقيقة

كن واعيا وستلحظ الفرق

لمعاينة الفارق الذي ستحدثه بعد أسابيع من ممارستك للتنفس الواعي المستمر مرتين في اليوم لمدة 15 دقيقة عليك أنت تكون واعيا للتغيرات التي ستحدث في حياتك سيصبح كل شيء جميلا لأنك أعطيت لنفسك الاهتمام ، ستشهد في البداية أن هذه ال 15 دقيقة من التنفس وكأنها أطول 15 دقيقة في حياتك أو قد تشعر أنها مضت بسرعة البرق فلا تشعر بالوقت ، نعم ليس هناك شيء ثابت فالناس يعتمرها مشاعر وأحاسيس مختلفة وليس هناك قاعدة عامة ثابتة تستطيع أن تعممها على جميع ممارسين عملية التنفس المتواصل ، فكل انسان يختبر مشاعر خاصة به وهذه حلاوة العملية أن النجاح الحقيقي يكمن في اكمال عملية التنفس ومواصلة القيام بها مرتين في اليوم لمدة 15 دقيقة

لا تتعجل النتائج فعملية الدخول لإدراك اللحظة لا تحدث بين عشية وضحاها وتحتاج وقت من التدريب ومواصلة التأمل المهم أنك تضع خطة لك مضمونها الإلتزام بعملية التنفس والحرص على مراقبة الوعي وعلى التغيرات والمشاعر التي ستطفو فوق السطح ، تذكر أننا نقوم بهذه العملية حنى نختبر أنفسنا في المشاكل القديمة التي ستطفوا فوق السطح أثناء قيامنا بهذه العملية فلا تشتبك مع الأحداث وتصالح معها ، اترك كل شيء يمر بسلام ، لا تحكم ، لا تحاسب لا تحلل اترك مشاعرك تختلط مع أي شيء وتعامل معه بأن لا تتعامل معه كن أنت الشاهد والمراقب من بعيد تماما كأنك تنظر الى نهر جميل وتسمع خرير الماء وتشاهد أوراق الشجر تتساقط في فصل الخريف على النهر ونظرك على قطعة ورقة الشجر المتساقطة وهي تجري على الماء بسلاسة وانسيابية ، تذكر أنك أنت المراقب ، انتظر تنفس بعمق سيظهر لك الوعي

تكلم مع الوعي

خلال عملية التنفس قد تلتهي وتفقد التركيز وأفضل طريقة لإعادة سيطرتك على اللحظة الراهنة هي أن تسأل نفسك هل أنا واعي الاجابة ستكون بنعم وبهذه الطريقة سترجع مرة اخرى لضبط تركيزك ومعايشة اللحظة الحالية

أنت المهم في العملية وليس أحدا آخر ، في عملية التنفس المتواصل والتي اعتبرها مايكل براون في كتابه الحضور البوابة الرئيسية الموصلة لمعايشة اللحظة أهم شيء هو أن تعطي لنفسك الأهمية فأنت تستحق الوقت لنفسك ، عظمة العملية في أنك تعطي من عملية التنفس التي ينظر اليها الأغلب على أنها عملية بسيطة أهمية قصوى لأنك تعطيها من وقتك وتعطي لنفسك الأهمية في أن تجعلها أساس اهتمامك ، فهذه 15 دقيقة هي خاصة لك ، عش مع نفسك

وأيضا عظمة الأهمية في أنك تفعلها مرتين في اليوم وهذه رسالة باطنه الى عقلك أنك جدا مهم لنفسك وأنك لا تستخسر وقتا لنفسك ، إياك أن تأخذك دوامة الحياة وتنسى نفسك لذلك عملية التنفس المتواصل مهمة لجعلك تعيد لنفسك أهميتها بأن تعطيها وقتها في التأمل والاسترخاء والتركيز

حضور اللحظة الحالية يكتسب قوته من قوة تركيزك ، لا تضيع وقتك في عمل أشياء لا تحبها لأن مع الوقت ستجعل منك هذه الأشياء التي تفعلها وأنت لا تحبها شخصا لا تحبه ولا تتمنى أن تكونه وبذلك ستفقد نفسك بين خطط مستقبلية واهية غير مجدية وان حدثت وتحققت في أحسن احتمال لن تكون سعيدا وبين ماضي قابع في ذاكرتك لا يجعلك سعيدا

ركز على نفسك من خلال أولا أن تعطي لنفسك الوقت في أن تراقب الجمال حولك ، ثانيا ممارسة الأشياء التي تحبها وثالثا الاعتراف بأنك تستحق أكثر من كل ذلك وبالمناسبة لدي كتاب سيغير نظرتك للحياة ويعلمك أن تكون سعيدا أسميته لأنك تستحق أكثر من كل ذلك وسأضعه في مدونتي قريبا حتى يستطيع الجميع تحميله وقراءته

ممارسة اليوغا تساعد

اليوغا ببساطة تعلمك كيفية الانتقال السلس بين العالم الواقعي وعالمك أنت لتصبح قادرا في النهاية أن تعيش في العالم الواقعي بمفاهيمك أنت فلا تصبح ردة فعل للغير أو ردة فعل لواقع الحياة ولكن تصبح أنت ردة فعل لما تريد أن تفعله فأنت صاحب التحكم في حياتك وهذا ما ستعلمه لك ممارسة اليوغا عن طريق زيادة قدرتك على التركيز ومعايشة السكون الذي بداخلك فتتعلم لغتك الصامته وتنقلها لحياتك ، وضعيات اليوغا مصممة لتجعلك تعاود التركيز في حال فقدته ولتزير قدرتك على الاختلاء بنفسك والدخول لحضور اللحظة الحالية

نتائج اليوغا تظهر على المدى البعيد وممارس اليوغا الحقيقي هو الذي يستطيع أن ينقل عالم اليوغا داخل استيديوا اليوغا من على سجادة اليوغا الى ممارس اليوغا أينما ذهب في الحياة

مع الوقت ستنتقل معاك مفاهيم اليوغا ولكن بشرط أن تحب اليوغا ، اذا أحببت اليوغا ستلاحظ سرعة فائقة في التغير في شخصيتك على جميع الأصعدة ، ستصبح أكثر هدوءا أكثر تركيزا أكثر مرونة أكثر سعادة وتقبلا

سأعلمك سر من أسرار العالم الخفي للسعادة !! وهو التقبل ، نعم التقبل هو الفارق

حتى تكون حاضرا في عملية الحضور وأنت تمارس عملية التنفس المتواصل لمدة 15 دقيقة مرتين في اليوم عليك أن تكون متقبلا لحياتك وراضي كل الرضا لما آلت عليه الأمور ، وحتى أشرح هذا الموضوع أو أقربه أكثر الى عقلك ، عليك أن تتيقن أن السعادة لا يعني أن تتحقق كل أمانيك ومساعيك ولكن السعادة أن ترضى لأنك تتنفس وحي ، فطالما هناك نفس هناك أمل ، ولأنك أنت أنت يجب أن تكون سعيدا فلا شيء تحققه يعطيك قيمة لنفسك ، ولأكون صادقا تحقيق ماتريد يجعلك تثق بنفسك وبقدراتك ولكن لا يجب في حالة عدم تحقيق ماتريد أن تفقد السعادة فأنت كائن عظيم فضله الله وأحبه من قبل أن يعلمك كيف تكون سعيدا ، فكن سعيدا لأنك تريد أن تكون سعيدا ولا تربط سعادتك بأشياء فقدانها يبعدك عن نفسك واكتسابها يشعرك بسعادة وهمية سرعان ما تتلاشى عندما تفقد نشوة الانجاز

Previous
Previous

الرقص تحت المطر

Next
Next

كن مع نفسك في الطريق الى السعادة