كن مع نفسك في الطريق الى السعادة

أحببت أن أكتب اليوم عن السعادة لأعطي نفسي جرعة من السعادة وأعطيكم بهجة على شكل مقالة تزيد من اقبالك على السعادة وتضع لك ما يمكن أن تحصل عليه ان أفسحت المجال لقلبك حتى يسمع نبضات الحياة على شمل صوت يناديك من بعيد تعال الى طريق السعادة فأنت مرحب بك في هذا الطريق ان أزلت الحمولة التي على كتفك فلا ترهق نفسك بما سيحدث في المستقبل أو حدث في الماضي فأنت الآن وفي الآن ستجد طريقك فكلّما أخففت حمولتك في الحياة زادت متعتك في الطريق ، وتذكّر كل الذين سبقوك في هذا الطريق لم يعد لهم وجود على خارطة الأحزان فلقد تركو أحزانهم وغادروها الى الأبد لأنهم تعلمو أن يتصالحوا مع أحزانهم بدلاً من مقاومتها ونبذها فأنا وأنت والناس جميعًا ساهمت الأحزان في تشكيلنا يقول الله في كتابه

لَقَدْ خَلَقْنَا ٱلْإِنسَٰنَ فِى كَبَدٍ

تتفق جميع الخلائق على اجابة هذا السؤال هل تريد السعادة ؟ وعلى الرغم من توحدنا في اجابة هذا السؤال الا أن الكل ليس سعبدًا وبعيدًا عن الاسهاب في الأسباب فالسعادة طريقها سهل ولكن لا تستطيع بلوغها إن لم تكن مستعدًا لخوض هذا الطريق وراغبًا في التغيير والعمل على اصلاح منظورنا للحياة

لا أحد يحسد الآخر لعمله الخير في الحياة واستعداده لنشر الحب من أجل الدخول للجنة لماذا ؟

لأن الجنة تتسع الجميع فليست الجنة مكان ضيق يتسع لعدد محدود فكل من يعمل في الدنيا لأجلها برحمة الله سيكون من سكانها يقول الله في كتابه

وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا

كذلك الحال في السعادة ، فالسعادة تتسع للجميع وطريقها يتسع الجميع ويدخل هذا الطريق من يعمل على دخوله ويكون مستعدًا بأن يتغيّر ويكون مرنًا هيّنًا ليّنًا

تعلمت حكمة من صديق لي فقال لي لا تكن يابسًا كغصن الشجرة اليابسة فتنكير مع هبوب الريح وكن مرنًا متأرجحًا مع الرياح حتى تجتاز المواقف بسهولة ومع الوقت ستكتسب هبرة في طريقة تعاملك مع مجريات الحياة

حتى تكن مع نفسك في الطريق الى السعادة عليك أن تتعلم في أن تكون مع الآخرين في أزماتهم وفي مواجعهم وفي تكدراتهم وفي انزلاقاتهم ، فالطريق الى السعادة يفتح أبوابه لك اذا عرفت القاعدة البرونزية في الحياة وهي كما تعطي سيعطيك خالق السماء وكما تحب خلقه ستراه في خلقه - وأقصد بأنك ستراه أي سترى صفات الله في خلقه فإن أعطيت الحب سترى محبة الخلائق لك فجبريل بأمر من الله سيقول للخلائق أحبوه فالله يحبه فيضع لك الله القبول في الأرض ، هذه القاعدة البرونزية ستقربك من الطريق السعادة ، لكي تحب نفسك عليك أن تتعلم كيف تحبّ الناس وأفضل طريق لتعرف نفسك عندما تصبر على أذى الناس وتبادل السيئة بالحب

ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ

يضع الله قاعدة ربانية وهي الحب مقابل الكره وهكذا سيفتح لك باب الطريق الى السعادة وسأرحب بك بنفسي في أول الطريق نحو سعادة أبدية تتسع للجميع ، لكل الذين يستحقون بلوغها

اتبع قلبك فالقلب لا يعرف الكذب وبهكذا ستكون مع نفسك

لا يمكن أن تتعرف على نفسك الحقيقية دون أن تعطي لقلبك السيادة على جوارحك ، اقرأ ماذا يقول الله في كتابه المحكم

مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ

دلالة صارخة على أن القلب الصالح لا يشاركه شيء في ادارة باقي جوارح الانسان وحتى يسعد الانسان عليه الاعتراف تطهير قلبه من كدورات الحياة وتنقيته بالحب ومن ثم اعطائه الزعامة على بقية الجوارح يقول الحبيب المصطفى

سمعت رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ ألا وإنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً، إذا صَلَحَتْ، صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وإذا فَسَدَتْ، فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، ألا وهي القَلْبُ

اهتم بقلبك بأن تكون سعيدا فأعلم أن سعادة القلب من سعادتك ، لا تعطي الحياة أكثر من قيمتها فقيمة الحياة هي من قيمتك كبشري خليفة في هذه الأرض استودعك الله أمانة هذا الجسد بكل مافيه وزعامته تكون بأن تعطي لقلبك السيادة وتغني نفسك بأن تسلمها من أهواء النفس فأنت من يعطي هذه الحياة قيمة وليس العكس

تصالح مع نفسك حتى تكون أنت مع نفسك

الشيء المؤكد في هذه الحياة أنه ليس هناك شيء يأتي بالساهل فحتى تحقق شيئا في هذه الحياة عليك بالسعي والعمل على تحقيق هدفك ولا توجد هناك أهداف أفضل من الأخرى على مستوى الانجازات الدنيوية فكما أنك أنت من تعطس للحياة قيمة كذلك أنت من تعطي لأهدافك قيمة فالمهم أنت ونظرتك للهدف الذي تريد تحقيقه

تقبل ماهيتك تصالح مع نفسك بأن تتقبل أحزانك وتعطي لنفسك الحق في الحزن فنحن كبشر تعترينا المشاعر ولكن يجب أن لا تعطيها أكثر من اللازم وبدل من مقاومتها علنا أن نتعلم كيف نتصالح مع أحزاننا ، ضعها على طاولة التشريح ولا تقوم بتحليلها فقط اتركها وغادر ، ستتعلم مع الوقت أن تتقبل كل شيء فيك بداية من أحزانك ، النضوج الحقيقي في رأيي هو سرعة تقبلك لأحزانك ومعالجتها بالتصالح معها وعدم اهمال مشاعرك ، فكلما كنت أسرع كلما كنت أنضج

Previous
Previous

حضور اللحظة الحالية

Next
Next

قوة الآن