ان لم تحب فأنت لست أنت معظم الأوقات

Photo by Tan Danh

الحب لغة يعرفها من يتكلمونها ويتعلمها من يريد أن يعشق فلا عشق دون حب ولا حب دون هيام ولا هيام دون ولع فكلها مراتب في الحب ودونها يكون الانسان بلاروح ، نعم تضعف الروح حتى تتلاشى فغذاؤها دون شك هو الحب ومايبقيها حيّة هو الحب فبدونه تضعف وتتضاءل حتى تتلاشى

الحب سكنك فلاتريد أن يغادر وهذا هو الحب الحقيقي الذي تريده أن يطيل بقاءه في قلبك وعند ذهابه تكون موازين الحياة اختلت بالنسبة للعاشق

للحب طاقة قادرة على امتصاص كل السلبية الموجودة في الكون قبل خلق بني آدم لذلك خلق الله حواء حتى تقطن الأرض مع آدم وتتولّد شرارة الحب فهذه الشرارة قادرة على عمل توازن في الحياة فهي تمنع السيول من أن تغرق المدن وتجعل الأمطار تعانق الأرض وتروي أنامها وتجلب الخير لكل المعمورة وتمنع لصوص الظلام بنور شمسها الآسرة وتصنع الابتسامة على وجه طفل بريء

لم أجد في حياتي أفضل من الحب كطاقة تمدّ الروح بنعمة الازدهار وتروي القلب بنور السرمدية فالعاشق لايموت لأنه تحول من مجرّد جسد الى طاقة تنتقل من جسد الى آخر ومن روح الى روح فالحب واحد ومصدره الصانع السرمدي الصمدي الأحد الله

حتى تجعل الحب الحقيقي يأتيك عليك أن تحب نفسك علينا أن نتقن فن حبّ النفس بعدها مباشرة سيطرق بابك من يستحق أن تبادله كلمة أحبك

الصبر ثم الصبر ثم الصبر لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرًا فلست أنا أو أنت أو أي أحد من سكان المعمورة قادر على فك طلاسم العمل الربّاني فعمل الخالق منوط بالثقة والصبر والتحلي بحسن الظّن

ما أجمل من أن تعيش الحب قبل أن تعيشه ، الابتسامة تجلب الخير والحب لن يجد أفضل من الأماكن التي يوجد بها خير حتى يسكن ويرتوي ، أكثرو من عمل الخير لا تتوقّف لا يضعف ظنّك لا تتوقّف عن العطاء أعطي واذا كنت تريد فعلاً أن تقترب من مرابط الحب عليك أن تعطي ما تحب وكلما أعطيت ما تحبه أكثر كلما اقتربت هذا أنا أقول لك سر من أسرار جلب السعادة والحب ، التضحية بالحب

أعطي ما تحب ستجد المقابل وستعمل على توليد بيئة خصبة حتى يأتيك الحب وقتها ستشعر بمعنى الحب الحقيقي يقول الله عزّوجل

<وَءَاتَى ٱلْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِۦ ذَوِى ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْيَتَٰمَىٰ وَٱلْمَسَٰكِينَ وَٱبْنَ ٱلسَّبِيلِ وَٱلسَّآئِلِينَ وَفِى ٱلرِّقَابِ >

وضع الله قاعدة جميلة المؤمن الحقيقي الدي يريد أن يعتلي درجات المحبة عليه أن يعطي والمعروف أن المال عديل الروح بأن يعطي المال هو يظهر للعالم رغبته في صنع الفارق وهذا الفارق هو الحب

لغة الحب هي لغة الملائكة لنتعلّم منهم فالله جبل الملائكة على محبته وطاعته وترك ابن آدم يختار والاختيار يمون طواعية حتى يكون الحب خالصًا ، لا يقتصر الحب على كلمة الحب بل هو معنى يتعدى حدود اللفظ ويستشعر فقط بالقلب لذلك تجد العاشقين قلوبهم رقيقة لم تغرقها حدّة الأيام ولم تكدرها عكورة الليالي كيف نتعلّم لغة الحب من الملائكة ؟

ببساطة بتقليد الملائكة عندما طلب منهم الله السجود لآدم كانت تعلم على يقين أنها أفضل في قرارة نفسها لأنها لم تجبل على الشر ودسّت فيها المحبة لا اختيارًا ومع ذلك قال لهم الله اني أعلم مالاتعلمون وبهذا أراد الله حبًّا نقيًا اختياريًا ليس بحاجة له ولكن هذا الحب تختلف ماهيته ونقاوته عن حب الملائكة ولغة هذا الحب هو الحب ونتعلم لغة الحب من الملائكة بأن نكون غيورين على الله نتنافس مع جميع الأجناس والموجودات في حب الله التنافس هي كلمات وأفعال وبعمل الأفعال وذكر الكلمات تتكوّن لغة الحب ونكون قادرين على التكلّم به نتعلم من الملائكة بأننا نعلم عندما قال الله الأحد

<وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ>

أن الله فضلنا على الملائكة كما ميزهم بصبغة الحب الالزامي فضلنا بأن نعطي الحب الاختياري فالحب الاختياري يعلي الانسان من الى مراتب عليا ليتقرب الى الله أكثر وأكثر

الحب هو الذي سيبقيك حي طوال أيام حياتك وبعد موتك ستبقى طاقة حبك حية في قلوب من تحبهم فأكثر من أحباءك أكثر من العطاء أكثر من الصدق أكثر من التضحية كلها طرق تجعلك تحيا في الحياة بحب وتكون أنت أقرب الى نفسك الحقيقية