الجري إلى الحياة: سعيٌ نحو النور
أن تجري إلى الحياة يعني أن تركض لأنك تحب نفسك
أن تنهض كل صباح وتلبس حذاءك الرياضي، لا لتتخلص من همٍ، بل لتستقبل نورًا
تجري إلى الحياة حينما تركض لتكون أفضل، لتتصل بذاتك، لتسمع دقات قلبك وتتناغم مع أنفاسك
هو جري فيه رضا، لا قلق. فيه شكر، لا سخط. فيه "الحمد لله" مع كل خطوة
الجري إلى الحياة هو أن تجعل الجسد مركبًا للروح، لا سجنًا لها
أن تكون الرياضة وسيلةً لتزكية النفس، مثلما قال النبي ﷺ
"المؤمن القوي خيرٌ وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف"
فالقوة هنا ليست للبطش، بل للبذل… للبناء… للعطاء
أما الجري من الحياة: فهو جري الخائف
الجري من الحياة هو الهروب
الهروب من وجعٍ لم نواجهه، من مشاعر دفنّاها، من مسؤوليات لم نحسم أمرها
هو حين تلبس حذاءك وتخرج، لا لأنك تريد الحياة، بل لأنك لا تتحمل البقاء
كأنك تركض لتنسى، لا لتتذكر من تكون
هذا النوع من الجري قد يخفف الألم مؤقتًا، لكنه لا يداوي
لأن الألم لا يُشفى بالهروب، بل بالمواجهة
وقد قال أحد الحكماء
"من لا يجري إلى الحياة، سيبقى يركض منها طوال عمره دون أن يدرك لماذا تعب"
لماذا نختار الجري إلى الحياة؟
لأنه وسيلة للاتصال بالأرض، بالشمس، بالهواء… بكل ما هو حي
لأنه يجعل القلب ينبض حبًا لا خوفًا
لأنه يدفعنا نحو الأمل، نحو صحةٍ أفضل، عقلٍ أصفى، وقلبٍ أسعد
لأنه يعلمنا الصبر، والانتظام، والفرح بالأشياء الصغيرة
كيف تركض إلى الحياة؟
ضع نية واضحة: لماذا تجري؟ اجعل هدفك هو التطور، لا الهروب
اختر أماكن تحبها: الطبيعة، البحر، الأماكن المفتوحة… هناك تنبت الأرواح